مواقف مستوحاه من واقعنا

إسمحوا لى أحبائى فى الله أن أتكلم ولأول مرة على صفحات

مدونة نور الجنة بما يجول بخاطرى تجاه مواقف تحدث حولنا .

أتمنى أن تكون بداية موفقة بإذن الله لأشياء كثيرة أود مناقشتكم

فيها .
------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

كان يسير بينما يتملكه شعور بالغضب الشديد والضجر من كل

شئ حوله؛ خاصة بعد أن تقدم به العمر فأصبح شيخا كبيرا

,يتمنى أن يعود به الزمن إلى الوراء فيرجع إلى أيامه وعصره .

عصر - الرجال الذين يخشون الله - فقده بعد أن فقد أغلب أبناء

جيله، فأصبح أحيانا يتمنى الموت ولكنه سرعان ما يعود

فيستغفر الله . دائما ما يشعر بأن هذا الزمان ليس زمانه فيسأل

نفسه ،هل به عيب ما حتى يمد الله فى عمره إلى هذه الأيام

البائسه ؟ إلى هذا الزمان الذى أفناه أبناء هذا الجيل قبل موعد

فنائه؟ حتى يحيا وسط هذا الجيل الضائع ؟. أحيانا كثيرة يساوره

قلق عارم على أبناءه ؛ حيث اهتم بتربيتهم تربية سليمة على

أسس إسلامية قويمة ، ويتساءل هل سيمكنهم الأستمرار بين

أبناء هذا الجيل؟ هل سيمتلكون قوة احتمال وصبر، فيستمرون

كما أراد لهم أم سترغمهم الأيام والأحداث الدائرة حولهم على

التحول؛ ليتماشوا مع جيلهم؟ .شعر بخوف شديد عند هذه النقطة

ثم تذكر الله فقال: الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين فاطمئن

قلبه - ألا بذكر الله تطمئن القلوب - . عاود النظر حوله رغما

عنه، فعاد إليه شعوره بالغضب الشديد وتمنى لو كان مازال شابا

؛ يمتلك من القوة ما يجعله يلكم كل من يحاول الأقتراب من فتاة

أو اعتراض طريقها ، ولو بكلمات أو نظرات قبيحه . يتمنى أن

يصيح ، أين بر الوالدين ألم تعرفينه أو حتى تسمعى عنه ؟ فى

وجه كل إبنة تسير بجانب والدتها تاركة لها حمل أثقل الأوزان

من مشتروات ؛ أغلبها ستكون هى المستفيده منها، وليس

والدتها وتكتفى بحمل شئ صغير حتى لا يؤثر ذلك على مظهرها

الرائع فى أعين الناس­- كما تظن - وهو أبشع ما يكون فى نظره

.يريد أن يصيح به أيضا فى وجه الأبن ، الذى ينظر إلى والده

شزرا - لأنه ينصحه­ - ويصيح به أصمت أنت لا تفهم شيئاً، ثم

يتركه فى الخلف ويتقدم عليه بخطوات . فينادى عليه والده

ولكنه لا يجيبه، فلقد أختار أقبح الطرق وأدناها أخلاقيا ليعبر عن

غضبه وعن أعتراضه على نصح والده الذى لو أخذ به لوفرعليه

مجهوداً ووقتاً، يمكن أن يصل إلى عدد سنوات عمره . أشاح

بوجه عنهم ثم قال: يا للسخرية ، كيف لهذا الأبن البائس أن

يعتقد بأنه يمكن أن يفكر أو يرى أفضل من والده ،أو ممن يكبره

سنا وعقلا وفكرا ؟. ثم تذكر كيف كان هو وأبناء جيله يقدرون


ويحترمون الكبير؟ وكيف كانت مكانته لديهم؟ كيف كانوا يذهبون

إليه عندما تعترض طريقهم عقبة ما ؛ حتى يأخذون منه المشورة

والنصيحه فيتعلموا كيف يمكنهم مواجهة مثل هذه العقبات .

فيوفر عليهم ذلك جهدًا ومعاناةً، إذا تصرفوا بطريقه خاطئه .عند

هذا شعر بمرارة شديده، ففضل أن يغض بصره ويكمل طريقه

حتى وصل إلى محطة مترو الأنفاق، فصعد و ابتاع تذكرةً، ثم

دخل ونظر إلى السلم الذى يتحتم عليه صعوده ودعى الله أن

يقويه على ذلك . وعندما إعتزم على الصعود عاوده ذلك الشعور

السابق بالغضب والمرارة ؛عندما رأى سيدةً تحمل أوزاناً ثقيلةً

وشيوخاً فى مثل عمره أو أكبر لا تكاد أرجلهم تستطيع حملهم

حتى يجتازوا تلك الدرجات ، ومن حولهم شباب وشابات فى كامل


قواهم يتباهون بصحتهم التى منّ بها الله عليهم ، وهم يصعدون

الدرجات فى خطوات قليلة ويتذمرون إن اعترض أحد من هؤلاء

الشيوخ طريقهم دون أن يقصد، فتذكر أبنائه عندما كان يخرج

مع أحدهم كيف كان يقدم العون - ليس له فقط ولكن لمن حوله -


فيتركه أحيانا ويذهب إلى سيدة أو شيخ فيقول : هل يمكننى حمل

تلك الأوزان عنك حتى يمكنك صعود السلم؟ , فلا يجد هؤلاء أمام

هذا الأدب الجم وعلامات الإيمان التى تظهر على وجه هذا الإبن،

إلا أن يسلموا له كل ما لديهم ويدعون له الله بأن يجزيه خيرًا،

فينتظر هو حتى يعود إليه إبنه ليعاونه هو الأخر على الصعود،

فيشعر بفخر وسعاده ويقول: بارك الله فيك يا بنى . هل يمكننى

مساعدتك ؟ قطع هذا الصوت أفكاره ، فنظر إلى مصدره فوجد

شابا يقترب فى العمر من أحد أبنائه تظهر عليه علامات التقوة

والرجوله الحقة، فترك له يده لتستند عليه, وقلبه قد اطمئن بأن

هناك من هم مثل أبنائه وإن قل عددهم . وشعر وكأنها رسالة من

الله - سبحانه وتعالى - تريد أن تخبره بأن عمل أولاده لا يضيع ؛

لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا . أستأذنك أبى , قاطعه

صوت الشاب مرة أخرى، فوجد نفسه وقد أصبح على الجهه

الأخرى فدعا للشاب وشكره وأذن له، ثم جلس فى إنتظار قدوم

مترو الأنفاق . ظل يحمد الله حتى وصل االمترو إلى المحطه


فقام ودخل وحمد الله عندما وجد مكانا خاليا فجلس ونظر جانبه،

فوجد شابا قوى البنيان ترتسم على وجهه علامات سعاده

ورضاء ولكنه يبدو شاردا لدرجة انه لم يلاحظ نظراته إليه

فخفض وجهه وعاد يفكر فى كل ما رآه وأثار غضبه ,وإذا

بالمترو يقف فى إحدى المحطات ،فصعد شيخا فشعر بأنه فى مثل

عمره غير أنه يحمل عكازا، فنظر إلى الشاب الذى بجواره على

أمل أن يقوم فُيجلس الشيخ . ولكن الشاب لم يتحرك وكأنه لا

يزال شاردا ولا يلقى بالا لمن حوله، وهنا ازداد غضبه آلاف

المرات ولم يعد يحتمل أكثر من ذلك أو يحافظ على صمته, فصاح

فى وجه الشاب ألا ترى ذلك الشيخ الذى لايقوى على الوقوف !.

إنك تتمتع بقوة تفوقه عشرات المرات . أليس لديك والد فى مثل


عمره ؟ هيا قم واجلسه . وهنا كانت الصدمه التى كادت أن تقتل

الشيخ الغاضب؛ عندما رأى الشاب ينتفض من شروده ويحاول

الوقوف باحثا عن شئ وضعه جانبه, فإذا به عكازًا آخر أمسكه

الشاب ليتمكن من الوقوف بصعوبه ليجلس الشيخ العاجز . فعل

ذلك دون أن يلوم الشيخ الغاضب، وهنا تجمد الشيخ الغاضب

للحظات !!!ثم أسرع بالقيام و تقديم الإعتذار لهذا الشاب العاجز,

الذى منعه أدبه من توجيه ولو كلمات بسيطه له وأقسم عليه أن

يبقى جالسا ،وقام هو وأجلس الشيخ العاجز . صمت هذه المرة

ولكن صمته كان يختلف كثيرا فكان يمتلئ بلوم لا حدود له . كيف

لم يلاحظ أن الشاب يعانى مثل الشيخ تماما ؟! كيف سيطر عليه

غضبه ، فلم يلاحظ ذلك العكاز بجانب الشاب ؟ كيف يلوم الشباب

وينتقدهم ؟، ثم يترك غضبه يتحكم فيه دون أن يتروى . كيف


سيسامح نفسه على ما فعله بالشاب أمام الجميع ؟ سمع بعض

الهمسات التى تلومه على فعلته فلم يتضايق؛ بل شعر بأنه

يستحق عقاب أكثر من ذلك بكثير ولكن ما كان يحزنه بالفعل هو

نظرة من بالعربة إلى الشاب والتى كانت تمتلئ بشفقه على حالته

وعلى ما فعله به ، فأرغمت الشاب أن يخفض وجهه ويعود إلى

شروده مرةً أخرى .
-----------------------------------------

أحبائى فى الله هذه الأحداث مستوحاه من موقف حدث بالفعل فى

الأنفاق لم يتجاوز القليل من الدقائق. كل ما أريده الآن أن تتخيلوا

معى حال هذا الشيخ بعد ما صدر منه ، وما دفعه لفعل ذلك مع

هذا الشاب دون أن يتروى قليلا، فهذا والله ما أثار تفكيرى وجعل

الكثير من الأفكار تتقافز إلى ذهنى، فحاولت عرضها من خلال

الأحداث التى تخيلت أنها هى التى قد دفعته إلى ما قام به .


5 التعليقات:

    السلام عليكم يا ملاك اخبارك ايه

    ان شاء الله تكونى بخير

     

    قصه جميله يا ملاك قوى وفيها اقدر اقول ان ان الشاب دا بالرغم من الاهانه اللى اتوجهت ليه الا انه عامل الشيخ بكل ادب واحترام ودا شئ جميل قوى بس كنت اتمنى ان تكون المعامله بالمثل برضه وان الشيخ يعامل الابناء برقه برضه ويوجهه باسلوب جميل مش عاوزين العنف فى حياتنا يا ملاك
    عاوزين نحب بعض

     

    قصة جميلة تجعلنا ندرك أن أحيانا المظاهر تخدعنا و في لحظة غضب نصدر أحكاما فنجد أنفسنا ظلمنا البعض ولكن نوايانا حسنة وربي يتقبل منا ويعفو عن ذلاتنا فالقصد منها حسن ويهبنا حسن البصيرة

     

    وعليكم السلام أخى الكريم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله أخى بخير حال

    بس كنت اتمنى ان تكون المعامله بالمثل برضه وان الشيخ يعامل الابناء برقه برضه ويوجهه باسلوب جميل


    نعم أخى ولكن لو رأيته بعد ما حدث لعلمت أن ما صدر منه كان رغما عنه فلقد رق قلبى لحاله فكان لا يعرف كيف يمكن ان يعتذر للشاب وظل يقسم أنه لم يكن يعرف أو يقصد ويعتذر ولقد أوشكت على البكاء لحاله فأشعر بأن مثله لن يسامح نفسه بسهولة

    -----------

    مش عاوزين العنف فى حياتنا يا ملاك
    عاوزين نحب بعض

    إيه ده هو انا دعيت للعنف ولا إيه هههههه

    صدقت أخى ولكن هذا لن يحدث بصورة كاملة إلا لو أدى كلا منا ما عليه

    حفظ الله قلبك أخى

    دمت أخى وطيب تواصلك معى برعاية الله

     

    أهلا ومرحبا بك أختى فى الله كلمات من نور

    تعطرت كل أرجاء المدونة بمرورك الكريم
    وسعد قلبى حقا به
    ---------------
    تجعلنا ندرك أن أحيانا المظاهر تخدعنا و في لحظة غضب نصدر أحكاما فنجد أنفسنا ظلمنا البعض

    صدقت أختى الكريمة لذلك يجب أن نتحكم فى غضبنا حتى لا ندع له مجالا فيتحكم هو فينا فنخطئ فى حق الأخرين

    ------------------
    ولكن نوايانا حسنة وربي يتقبل منا ويعفو عن ذلاتنا فالقصد منها حسن ويهبنا حسن البصيرة

    اللهم أمين

    تماما حبيبتى فبارك الله فى قلبك

    أشكر وجودك هنا

    لك منى كل التقدير

    دمت برعاية الله